تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

قطف
قطف
كان جسداً في ريعان الشباب يشد البصر واللب بسحر الجمال الفاتن سكب في داخله صفاء النفس ورقة الإحساس مزج  ببراءة طفولية تنثر الفرح والسرور في كل مكان تجعل من الحياة رسما جميلا ينشر فوح وردة عطرها لايمل يبقى عبقاً أخاذاً وجذاباً.  يمر الوقت فيزداد ذلك الجسد حسناً وبهاء فيبدأ صراع التملك والفوز في حيازته ,  فتنهال المغريات من كل حدب وصوب لعل هذا ينال الرضا فتصبح من النصيب سباقا محموما لا ينقطع يطرق الدار في كل فترة فمن يكون سعيد الحظ تقاطر القريب والبعيد ,  ولكن بقى الأمر رهن من يحمل صفات الرجل الكفء ذي الرأي السديد تصرمت  الأيام  ودارت فأعلن النبأ السار  وقرب موعد الانتقال إلى دار الزوجية فزفت في أبهى حلة وزينة في مراسيم فرح مبهرة لم تعرف المدينة زفافا مثله بقى حديث  الدور والمجالس وركب ذلك الجسد الطاهر سفينة سنة الحياة .  بقيت وردة تشع نضارة وجمالاً تخطو نحو جعل عش الزوجية مصدر سعادة وهناء فراحت تبذل كل ما في وسعها في سبيل تحقيق ذلك قائمة بكل متطلبات زوجها الذي كان يوفر لها كل ما تأمره به أو تطلبه وسارت عجلة الأيام فكانت على موعد إرادة الله مع جميع البشر في إكمال السعادة فلقد كان والداها في منتهى الفرح بقدومها هاهي تشعر بذلك الشعور البهي بعدما قدم مولودها الأول فراحت تسكب كل العطف والحنان على طفلها وتسهر على راحته كل ما تألم حزنت وان سرر فإنها تحس بأنها تملك الدنيا نشوة بمرحه ولعبه يمضي قطار العمر فتستقبل مولودها الآخر وهي غارقة في غمرة السعادة ,  لكن هذا لم يدم طويلاً فلقد تغير الحال بعدما خطف الأولاد حب الأم واهتمامها تسرب الضيق والملل والغيرة إلى الزوج فأصبح يؤنبها ويلقي عليها كلاما يمس مشاعرها من وقت لآخر حاولت قدر جهدها إرضاءه ولكن بدون جدوى ,  لقد بدأت تلك الوردة في الذبول بعدما أرهقتها مسؤولية بيتها فلم تعد تعطى  أو تعير اهتماما لمظهرها ومن هنا نشا الصراع الذي حفر أطنابه  في داخل الدار وراح يزداد اشتعالاً كلما دخل عليها فأصبح الدار ساحة معركة كلامية أحيانا يصل شررها إلى الجيران وهبت عاصفة جعلت من سفينة الأسرة تلاطمها أمواج النزاع عند كل حدث أو موقف منذرة بغرق السفينة واندثرت ورحلت أيام السعادة التي تغرف من الذاكرة أحيانا لعلها تخفف وتلطف من الجو المشحون الذي يسود كل نقاش بينهما لم تكن المسكينة هي السبب بل أن الزوج  كان يفتعل ذلك بعدما امتص رحيقها وأصبحت لديه مثل التحفة التي مل من منظرها فأراد أن يتخلص منها ,  وقعت فجأة لازمة مرضية فخالج الزوج شعور بان ساعة الفرج قد اقتربت لكي يطلق العنان لنفسه في البحث عن غيرها ,  لكنها شفيت بعد مدة وعادت من جديد نحو القيام بمسؤولية دارها  فتولد لديه الضيق والضجر لم يدم هذا الحال طويلاً صار الزوج يغيب عن الدار لفترات معينة مما جعل الشك يغرس مخالبه في داخلها ولقد كانت محقة عندما اكتشفت أن الزوج قد اقترن بامرأة جديدة فصعقت لهول الموقف وكادت روحها أن تخرج من جسدها ذلك الرجل الذي فضلته على الكثير  يفعل بي هذا انه هو الذي يفتعل المشاكل ويذكي نارها فاستعر الألم في جوفها وكابدت المر وتعلقت بالصبر وكمدت الحزن بعدما نسيت  وأهملت وهي في غمرة شقائها وتعاستها جاءها خبر وفاة ضرتها في ظروف غامضة .
التعليقات