الحـل (1) استيقظ ليلا فى ساعة لم يعتدها فرأى أحد صغاره يجلس فى غرفة مكتبه مشعلا حاسوبه , ويعبئ نظره بالصور التى تأتيه عبر الانترنت .. كظم غيظه , ودخل المطبخ حتى يجد شيئا يلتهمه , فوجد سربا طويلا من النمل يتردد على أطباق العشاء السابق النصف ممتلئة , والملقاة بلا نظام على الطاولة .. ضاق بهواء البيت فخرج الى حديقة المنزل .. لم يكن الحارس عند البوابة , بل وجده فى غرفته يضاجع امرأة يندلع صوتها الفاضح الى الخارج .. عاد الى غرفة نومه وقد عزم على اعلان حالة التقشف من الغد . بين يدىّ الله (2) كان يقف فى الصف .. قال لنفسه وهو فى الركوع من الركعة الأولى : لماذا لا ألهى نفسى بشئ خفيف وأدخر الطعام الذى لدىَّ للغد .. (( سمع الله لمن حمده )) .. استرسل قائلا : لكنى أشعر بالجوع الشديد ، فلم آكل منذ الصباح الا رغيف بجبن .. ثم توقف عن حديث نفسه بعدما انزعج ممن على يمينه , وهو يسل يده لأعلى لينظر الى ساعته .. عاد لنفسه متعجباً : ما هذا , ألا يعلم هذا الرجل أنه بين يدىّ الله . بداية الحياة (3) يتريض كل صباح وهو لم يستيقظ بعد من نومه , ويجهد نفسه فى عمله وذهنه فارغ الا من أشياء يراها فارغة , ويجلس على شبع الى مائدة الطعام يلتهمها , فيبدأ يجوع .. ثم يتعرف عليها , فتموت فيه هذه الأشياء كلها , وهو يبدأ مرة - منذ ولد - يمارس على يديها أقصى درجات الحياة . الموت والانسان(4) كانت جنازة أبيهم قليلة العدد بدرجة أثارت حفيظتهم على أهل القرية , قال لهم كبيرهم لن نعود مريضا , ولن يمشى أحدنا فى جنازة رجل تخلف عن جنازتنا .. فى اليوم التالى أصبح هذا الأخ الأكبر لن يمشى فى جنازة أحدٍ على الاطلاق .