تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

عندما تتحرك الغصون..
عندما تتحرك الغصون..
     هناك على سواحل الصمت..يتجلى البوح مع خلجات النفس..وتعانق الأشواق صدمة البعد..فيبقى لظى الشوق مدحورا..يلاحق هودج الأمل..عله يضاهي ركب العائدين.      في تلك البلاد البعيدة..يعيش المغترب..وتمضي به السنون..وتداعب خطراته الأيام..ورحلة الشوق مستمرة بصمت.      ذات ليلة باردة خرج من حجرته يتجول على الرصيف المزدحم بالمارة..رأى رجالا ونساء وأطفالا..ورأى أشجارا كثيفة, وعربات تجوب الأمكنة..أحس بالفسحة والأطفال يلعبون غير مكترثين بزجر أهليهم.      ارتأى نفسه طفلا لا يكترث..مع اكتراثه ببرود تلك الليلة..وأشياء أخرى مكنونة.      بعد تأخر الوقت عاد لحجرته التي طالما ضمته في ليالي الصقيع..احتسى كوبا من القهوة ليخفف عليه وطأة البرد..تصفح ما تبقى من الصحف على الرف..أراد أن ينام..تمدد على سريره..هدأ الجو من حدته..انغمس في إغفاءة ما كادت أن تخلصه من التعب إلا وطارق يطرق بهدوء على النوافذ المغلقة..تقلب ذات اليمين وذات الشمال..مع ازدياد جرعات الطرق..حاول أن يكتشف ما بال هذه النافذة تطرق ؟     مثقلا راح إلى النافذة..فتحها والصقيع بحدة يطرقها..تساءل هل عادت الموجة ثانية ؟     رأى في الطرف المقابل لمنزله الأبنية الشاهقة والأضواء تنبعث منها..في جو ليلي مبهر.      لاحت له الأشجار التي تبدلت خضرتها ببياض ثلجي..والريح شيئا فشيئا تزداد..حتى بدأت الثلوج تتساقط من على الأشجار..اشتدت الريح..واهتزت الجذوع..فتمايلت الأشجار..وتحركت الغصون.       هناك على تلك الشرفة ظل يرقب حركة الغصون..التي أثارت أشواقه..وهزت كيانه..مع أنه لازال يعاني صدمة البعد..وطول المسافات.       فتوارى قليلا, وأغلق النافذة..ليبقى لظى الشوق مدحورا..يلاحق هودج الأمل..عله يضاهي ركب العائدين..
التعليقات