تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

ضحية الأب
ضحية الأب
في نهاية الرصيف يجلس وظهره متكىء على صندوق خشبي تغطيه بعض الأقمشة الممزقة المتسخة يحوم حولها الذباب بلا انقطاع وهو في حالة من الاستسلام فاغرا فاه يرسل بصره في كل اتجاه ماداً قدميه شبه العاريتين إلى الأمام ويداه كلتاهما مبسوطة غطاهما إلى المرفق ثوب متسخ به عدة ثقوب يطيل النظر أحيانا في المارة لعله يحوز على عطفهم وشفقتهم فتجود أنفسهم بقليل من النقود التي يسد بها عوزه وحاجته , تتعالى أصوات بالقرب من محل تجاري حوله ويصيح صاحب المحل امسكوا الحرامي  أرجوكم لقد سرقني ويندفع صبي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره في وسط المارة مطلقاً رجليه للريح ذائباً في وسطهم ,ارتسمت على وجهه النحيف ابتسامة جعلت عينيه الصغيرتين تزداد أغوارا ثم سمّر نظره إلى صاحب المحل وهو عائد يرسل الشتائم بسبب خيبته في القبض على الصبي فيحدث نفسه إنها الضريبة التي دفعتها لقاء جشعك وطمعك فمنذ فترة وأنا بجانبك في هذا المكان لم أر منك حسنة أو مساعدة واحدة بل لا يزال يعيش في داخلي نهرك المتكرر لي وطلبك بان ابتعد عن محلك رغم توسلي وشكواي من ضعف ورق حالي فلم يجد هذا كله ان السعادة تغمرني وأرجو ان يتكرر الأمر ,بعد تلك الحاثة انقطع عن المكان لمدة ثلاث أيام ثم عاود الظهور أخرى وبنفس هيئته أي انه لم يتغير شيء منه وعند قرب المساء وقع أمر غريب فقد ظهر الصبي من جديد ومر من بين المارة بحركة سريعة ثم قام بخطف بعض النقود التي كانت منثورة على قطعة من القماش من أمامه وفر سريعاً فقام وجرى خلفه وهو يصيح أرجوكم أمسكوه فاندفع بعض المارة خلف الصبي في محاولة للقبض عليه حتى تمكنوا منه وهو يصرخ : أرجوكم أطلقوا سراحي . تواجد في المكان شرطي قبض عليه واقتاده إلى مخفر الشرطة , سأله المحقق : إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بسرقة المال فهذه الثالثة ويوجد بلاغ عنك وهنا رد الصبي : وعيناه غارقتان بالدمع :إنني فقير ومسكين ..المحقق : ألا يوجد لك أسرة تعيش معها ..الصبي أن أسرتي تعيش حالة البؤس والعوز ..المحقق : ماهي مهنتك .. الصبي :إنني لا أملك شيئاً ولا يوجد لدي عمل إنني أعيش وأسرتي على دعم المحسنين .. المحقق أين والدك هل هو متوفي .. الصبي :حالة من الصمت ..ثم  يتابع : والدي أيها المحقق هو الرجل الجالس على الرصيف خلف ذلك الصندوق الخشبي , المحقق : ماذا تقول .. حقاً هل ذلك الرجل هو والدك , الصبي : نعم  المحقق : ولكن لماذا أقدمت على سرقة النقود منه , الصبي : حضرة المحقق ان أبي قاسي القلب عندما قمت بسرقة النقود من المحل الذي بجانبه وعدت إلى البيت وعاد هو في المساء طلب مني النقود فرفضت وقلت له أن أمي تحتاج إلى العلاج وسوف اشتريه بهذه النقود فأخذ ينهرني ويصرخ في وجهي ويهددني بالضرب إذا لم أعطه النقود حاولت توسلت إليه ولكن بدون فائدة أخذ النقود وصرفها على نفسه تاركاً أمي تقاسي ألم المرض حتى توفها الله فأردت ان انتقم منه على فعله , في آخر النهار وبينما كان يهم بمغادرة مكانه سقطت منه بعض النقود وانتثرت فاندفع بحرص وتلهف على جمعها من وسط الشارع فجاءت سيارة مسرعة فصدمته فخر صريعاً على الفور وسالت دماؤه وغمرت بعضاً من القطع النقود التي تناثرت حوله .  
التعليقات