تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

رسالة
لا أحد في شرق المدينة أو غربها إلا و يعرف امرأة بلا اسم تَعْتِل على كتفيها الناحلتين كفناً متأهباً للانقضاض على بقية جسمها ، و تمضي هائمة في الطرق الشائخة كأنها تبحث عن موقع ما يلائم ضريحها . يخلعون عليها كنية وهمية و يترقب الأطفال مرورها كي تغني لهم مقابل رشاوى صغيرة من فتات السندوتشات ( يفعلونذلك لإشباع حاجتهم إلى الاستخفاف ) عند المغيب تأوي إلى أقرب العتبات و تدخل أول بيت يصادفها ، ليس لها مأوى ( و لا علاقة لها بالإنتربول ) لكن كل البيوت بيوتها . كان ذلك قبل الطفرة ، أما الآن فهي تشكو للبقال الذي يهبها بعض المعلبات التي أوشكت أن تتعفن بدلاً من أن يرميها ، من الناس الذين بدأوا يضعون الأقفال على أبواب منازلهم، و من تحرشات العمال ، و عبث المراهقين الذين يخترقون الساحة الترابية بغرض ( التفحيط) حولها إلى أن تختفي في زوبعة الغبار ، بل و حتى من رجال رصينين و متشابين يتعقبونها في أوقات محددة و يأمرونها أن تحتشم بعد أن بلغت من العمر عتياً . فكرتُ ذات ضحى ـ بدافع الخوف على الماضي الجميل الذي شرع ينقرض ـ أن التقط لها صورة ، و لما رأتني أصوب العدسة باتجاهها كَتَحَتْ حفنة تراب نحوي ، و أشاحت . و أمس و جدوها تحت خردة شاحنة ذابلة كوردة مغدورة تنعقد على أطرافها كتائب سوداء من النمل المتهافت على جسد ينز بالعجز ، تفوح من جنازتها رائحة صلاة ، و على شفتيها جملة لم تكتمل ، و بإصبعها تشير إلى السماء ( ترى أية رسالة تحملها هذه المرأة ) ؟!!
التعليقات