تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

ذو الطربوش
ذو الطربوش
  ذو الطربوش     كان ابني على علم بالنزاع الذي يدور منذ أيام حول مسألة الطربوش ، لذلك جاء نحوي مسرعا وقد جف حلقه ويبست شـفتاه ليخبرني عن الحشد الغاضب في باحة دارنا  ،  ورغم انه خبر قاتل ومخـيف فقد نهضت متثاقلا نحـو النافذة أسحب أطنانا من الخوف والترقب . عندما نظرت من النافذة رأيت باحة الدار غابة كثيفة من الرماح ، تحت كل رمح جمرتان ، وأنف متورم ، وأشداق يقطر منها زبد الغيظ  ، واكتاف مشدودة للخلف كأنها أوتار في أقواس سهامها الكراهية العمياء . ما أن ظهر لهم وجهي عبر النافذة حتى صرخ أخي الأصغر : أخرج هنا ، أخرج كي تدفع لرمحي هذا ثمن خيانتك . قلت والعلقم في فمي : اتق الله يابنؤم .. تقتلني من أجل طربوش ؟قال أخي الأوسط وهو يصوب رمحه نحوي : من أجل طربوش أم من أجل تاريخ جدك ؟ نظرت اليه وقد استبد بي الحزن والأسى والعجب أيضاً قبل أن أتمتم : ياللمزايدة ! قلت للجماهير الهائجة  في محاولة للتقارب : اتفق معكم تماما ، ذو الطربوش هو جدنا ، والطربوش الذي غنمه جدنا من الاتراك موجود عندي ، الطربوش  الأحمر بجوخه وإحمراره وفخموته ، ولكن هذا لا يمنع من وجود طربوش ثان في حوزة رجل آخر .. صرخ أخي الأكبر ورمل الشاطئ يملأ شدقيه : طربوش مع رجل آخر ؟ فليكن ذلك كذلك ، لكن اللقب هو لجدنا فقط . قلت بإحساس المنتصر : فليكن هناك ألف رجل يحملون اللقب هذا لن يحول بين جدنا وبين اللقب . قال وكأن عبارتي قد أشعلت فتيلته :  ان كنت رجلا تعال هنا .. تعال هنا أيها الملعون . قالها ثم انفجرت الجموع الهادرة تردد نشيدا من خلفه .  
التعليقات