تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

جنون المسافات..

 

 

 

جنون المسافات...

 

يعدو..يعدو.. يمر سريعا كعدسة المصور على ملامح الوجه، يُلقي بصيحاته الزاعقة، فتتبعه شُلّة الأطفال في جنون، كانوا مبعث فخره، إنه يحلم كما يحلمون، لم يكن يعرف أنهم حصاره الأبدي، كان يمشي إلى الحُلم ببساطة فتسبقه حناجرهم إلى النّصر، كانوا يُحرّضون حلمه على الانتفاض.. أكيدا إنه الآن يوقد شعلة كي يسجد لها وينتمي إلى السماء..

أطلّ من تحت عينيه على صراخ الأطفال.. لو تأخر قليلا لكانت الهُتافات تنساه كالذباب الموسمي..ليس للمسافات أن تسبقه حتّى يضيع تحت هدير المتفرجين الغاضب...

كان حي ابني امحمد يعتبره البطل الأزلي لسباقات المدينة، تحوّل إلى نموذج لأسئلة الغد، ففي إلحاحه على امتطاء الأسئلة المباشرة تكمن قوّته، كان النصر يلازمه كظله، لكن من يعترف له بذلك؟؟، من يضيء نموذج انتصاره ؟؟...

أصبح داخل الحي، يمثل الزمن...زمنهن القياسي لصنع عجينة خبز، لم يستطيع أن يتحرر من ابتسامة الأطفال ونزقهم، كان واثقا أنه محطّ اهتمامهم ولم يكن يعرف أنه أصبح جزءا من أرضية السباق...

كان في هذيانه سعيد وهو يقذف بانتصاره في وجه المارّة...لا يريد أن تنام حنجرته على التهميش والصّمت..لا يريد أن يلعن الشّيطان وفورة الغليان حتّى يرمي إلى  آذان من أرهقتهم "القُفّة" وارتفاع الأسعار..

ـ الطّويهْرا فاز بالسباق..

ـ الطّويهْرا مات... قتلوه أوْلادْ الكلاب...

الكل يصرخ في وجهه، إنه يُتلف أعصاب "الكل"، والجميع يتطلّع إليه .. لقد ألف الحي أن يتحوّل من العادي إلى غير العادي..

وقف فاغرا فاه وقلبه ينزف، يرفرف من إيقاع المسافات التي حملته إلى الموت... موت الحدود في الذاكرة وبياض الطريق... فدون موت الحكاية لا قيمة لأي سباق في الحناجر المغروسة على الطريق..

كان يحمل اليوم ..هنا..والآن.. جريدة وُضعت عليها صورته، حاول أن ينسى أن النسبان قد غَلقَ في وجهه دخول الإضاءة إلى مشاهد تتنفس لحظات أيّامه .. كل الجرائد قد تجاهلته حتّى البارحة.. لقد وصفوه بالأرنب والكلب و... كان سعيدا بذلك، كان يبكي عند كل سباق وهو الآن ينتحب أمام صورته وينتظر العودة إلى حضْن الأسماع ميّتا ...

كنت على يقين من "أنّهم" قد فتحوا جرحا عميقا في قلبه لعله بعد ذلك ينام..هذا "الشيء" الذي بحثت عنه في ذاكرتي فوجدته يجري.. يجري..يجري..

نص جديد وينشر لأول مرة بالموقع

التعليقات