ثُقوب الصّباح...
عاوده الحلم ثانية، فعاوده الوعي بضرورة تفسيره، كل شيء يصرخ في وجهه ، ينهار..يمشي ضد ذاكرته، جدد ما برئتيه ونظر إلى الساعة، زمن الفرجة قد حل...والزمن الإضافي غير متوفر كي يراهن بحلمه...كان عليه أن يحمل مساحته خارج الحدود التي رسمها الحلم، إنها لعبة خطيرة..فالكل يصفق لما يريد، كل النظرات تخونه..شريط اللعنة كان معلقا على جسده...
..انتهت الطريق عند قدميه..كل الحكاية أنه نام وقت الأخبار..حدث له توتر ورغبة اشتهاء بمدفن المدينة..كل الصرخات ماتت بجوفه..لم يتوقع يوما أن تخونه كل القصائد المنقوشة على قبره..الزمن الجديد لا يرحم..الكل يجري نحو الوهم..العَتامة تبني حركة الإنسان ...
..فتح عينيه داخل الحلم.. قيل أنه سيكون بطل الفجر القادم..الغموض هو السلاح الأزلي ضد القاعات المُقْفَلة.. الذاكرة تلح..تفقز لحظات الصِّبى...المعلم يصيح.. نظرات التلاميذ بلهى لا تجيب:
ـ كيف تصل إلى أوسع مساحة ممكنة ؟؟؟؟
... الكبت يأكل كل شيء و...والضمير يغطي كل شيء ...والنتيجة واحدة:...
السماح الرسمي لتمرير مشاهد الرقص عبر التراث... والتعامل معها كأنها صفة لجنون الليل..
مضى زمن كان الرقص حفلة..معركة..رؤية تهيج الأعصاب لصنع التاريخ..وهذه المسافة المتعفنة تهيم على الأرصفة..كل الدروب الواقفة تمشي ..كان الحصار على الباب واقفا والكون يراقب ويصيح في وجه الأحلام:
..لا تتركوه يفر ..يغمض عينيه ليمتد أغنية في قصائد البسطاء...
الطلقات موحشة...تمتد العيون نحو الطريق اليابس..النعش يمشي ، يتحرك ليطلق زغرودته الأخيرة نحو الأناشيد..الحصار يغني تراتيله الرقيقة ويستأنف الركض..
وشخص ما يراقب الدروب من زاويته..يدوس برجله اليمنى ، في سخاء عقب سجارته المستورة