اقتربت مجموعة من الوحوش الحديدية من مشارف الحى الفقير الكائن بأطراف المدينة ، كان بين رفاقه من الصبية يركلون علب الصفيح الفارغة ، كان منظرها قد أصبح مألوفا لديهم منذ ابتدأت مجموعاتها الإغارة على المدينة ، تبعثر الصبية يمينا ويسارا وقد انتوى كل منهم ما انتوى ، خفق قلبه بشدة ، لم يدر أهى خفقة الخوف أم خفقة الشوق إلى اللقاء ، أقترب حثيثا نحوها ، كانت تتقدم ببطء يصاحبها زئير مكتوم ، انتزع حجرا نابتا من الأرض ، التصق الحجر بيده ، ازداد قلبه خفقانا ، تسارعت خطواته ، حملته أجنحة غير مرئية ليندفع صوبها ، تذكر العشرات من رفاقه الذين سبق لهم مواجهة نفس الموقف ، سرت فى جسده شحنات كهربائية غير معلومة المصدر ، طوح ذراعه كالمنجنيق ، ألقى بالحجر ، انفصل فى سلاسة نحو الهدف ، زأرت الوحوش الحديدية واندفعت النيران من أفواهها الفولاذية ، تحولت الساحة من حوله إلى دائرة من النيران ، رفعته الأجنحة غير المرئية فوق الأرض ، انفصلت روحه عن جسده وحلقت عاليا فى السماء ، شاهد رفاقه يتدافعون نحو جسده الملقى على الأرض ، تراجعت الوحوش الحديدية إلى الخلف ، حمل رفاقه جسده الصغير وهم يرفعون أصابعهم بعلامة النصر .
أغسطس 2002