تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

انتصار
اقتربت مجموعة من الوحوش الحديدية من مشارف الحى الفقير الكائن بأطراف المدينة ، كان بين رفاقه من الصبية يركلون علب الصفيح الفارغة ، كان منظرها قد أصبح مألوفا لديهم منذ ابتدأت مجموعاتها الإغارة على المدينة ، تبعثر الصبية يمينا ويسارا وقد انتوى كل منهم ما انتوى ، خفق قلبه بشدة ، لم يدر أهى خفقة الخوف أم خفقة الشوق إلى اللقاء ، أقترب حثيثا نحوها ، كانت تتقدم ببطء يصاحبها زئير مكتوم ، انتزع حجرا نابتا من الأرض ، التصق الحجر بيده ، ازداد قلبه خفقانا ، تسارعت خطواته ، حملته أجنحة غير مرئية ليندفع صوبها ، تذكر العشرات من رفاقه الذين سبق لهم مواجهة نفس الموقف ، سرت فى جسده شحنات كهربائية غير معلومة المصدر ، طوح ذراعه كالمنجنيق ، ألقى بالحجر ، انفصل فى سلاسة نحو الهدف ، زأرت الوحوش الحديدية واندفعت النيران من أفواهها الفولاذية ، تحولت الساحة من حوله إلى دائرة من النيران ، رفعته الأجنحة غير المرئية فوق الأرض ، انفصلت روحه عن جسده وحلقت عاليا فى السماء ، شاهد رفاقه يتدافعون نحو جسده الملقى على الأرض ، تراجعت الوحوش الحديدية إلى الخلف ، حمل رفاقه جسده الصغير وهم يرفعون أصابعهم بعلامة النصر .
أغسطس 2002
نشرت بجريدة المساء القاهرية أكتوبر 2002
التعليقات