الجنون
قصة قصيرة بقلم : محمد بن ربيع الغامدي
دكّاني الصغير يقع في منتصف المسافة التي يقطعها زكي المجنون جيئة وذهاباً، في المنتصف تماماً بين منزل جدته لأمه ومنزل جدته لأبيه..وكان - في مشهد لا ينسى - يعبر الضفة المقابلة وهو في حالة شرود.. لكنه لا يكاد يصل إلى النقطة المقابلة للدكان حتى يلتفت متذكراً.. فتنفرج أساريره لتسفر عن صفحة كتاب ثم يخفّ نحوي كأنه طائر البطريق ..
قبل ذلك اليوم الأغبر ، كنت أحضنه كلما جاء ، وأربت على كتفه وأدس في يده كيسا من الفول السوداني ، أما في ذلك اليوم الأغبر ، فلست أدري على وجه الدقة ما ذا حدث ، كل الذي أتذكره أنني أنهلت عليه ضربا وكانت عيناه متسعتين جاحظتين أكثر مما ينبغي ، ولم يعد - بعدها - يعبأ بي عند عبور الضفة المقابلة لدكاني .