تم تدشين موقع القصة العربية بشكله المطور الذي يحتوي على الكثير من الخدمات التي تتماشى مع رغبة أعضائه، وبما ينسجم مع وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الموقع للتصفح والقراءة الآن، ريثما ننتهي من برمجة الخدمات المدرجة في جداول التحديث.

قريباً سنعلن عن كيفية الاشتراك، ووضع النصوص وتعديلها، وتفاصيل السيرة الذاتية.. ومزايا أخرى

أقدام طبع فيها الإسفلت لونه
[align=left] [color=blue]عندما كانت تمر بلحظات إخصاب انتظرته طويلاً، كان الجميع منشغلين بمراسم دفنها[/color][/align] [color=darkblue]توقفت ساعتي عند الثانية عشرا.. منتصف الليل.. ما زالت الأسواق تعج بالمتسوقين الأضواء تلمع في الواجهات الزجاجية، فتلمع الذاكرة، تهيل صوراً جميعها كانت في الثانية عشر، صوراً لطفولة مشردة، جلد أدمن السوط، مفاتيح ضائعة، بدأت الأشياء حولي تشتعل فيها النيران لظى السنتهاتشوي أوجه المارة على الأرصفة ! استعرضت الأصدقاء السهارى منهم والنيام، لم يكن لي رغبة في لقاء ! على الرصيف تركت لم تحملني حرية القرار.. نظرات المارة تدين وجهي الكئيب تحاصرني أعينهم تفضح شكلي البائس ! دخان أبيض يخرج من رأسي له رائحة الكبريت ! صوراً تنزفها الذاكرة المحترقة ! في الشارع حشد مهرول من المارة يتراكضون حاذاني أحدهم: ــ ارجع، ماتوا.. ــ تبعته أنادي : ــ ماذا تعني ؟ ابتعد يركض.. فتحتويني عدوى الركض، فأركض مذعوراً ! ركضت وفي هذه المدينة تعلمت السقوط، صنعت لنفسي وطناً جديداً. فجأةالشارع خلا من المارة المتراكضون ! ويسود الشارع سكونا موحشا ! ـ الهي: ـ لا تتركني وحيداً ويمرون! سرت وحيداً وبخطوات كسلا اقترب.. غناء.. دفوف.. رقص.. قاعة للأفراح تهز اوجه العشيرة والعشائر من حولنا ! ــ آه كم أحسد النساء عندنا، رغم المسافة بيننا.!!! ضباب كثيف يلف الشارع ! أعمدة الإضاءة تسكب نورها سائلا.. وتسيل ذاكرتي صوراً.. اختلط صوت صدري المنهك بصرير نوافذهم نوافذ العمارات المحيطة سارع ساكنوها بإقفالها أمضي وخلفي طفلاً فانلته ممزقه وجزءه السفلي عارياً يتبعني. يجوح من أمامي، أقبض على كتفيه أشده بقوة.. يلتفت نحوي ـــ يا الله يحمل وجهي حتى ندوباً وتمشخات حرثته في تمام الثانية عشر أراها الآن __ سألته: أين حقوقي ؟ ـ كيف يطبع وجهي للمرة الثانية وتحمله دون أذني؟ مبتسما يمد يده باتجاه أذنيه، ويقودني في استسلام غريب، يقودني نحو شوارع مظلمة عليها بيوت أبوابها قصيرة وورائها شبق !! وبأقدامي أللتي طبع فيها الإسفلت لونه سرت على زجاجات عطر بعضها ما زال يلمع.. فاصرخ أعاود سؤالي عليه ؟ يوليني ظهره، ونولي المدينة ظهورنا ابتعدنا مرينا على سيارات مرصوفة نوافذها غائمة.. يخرج من داخلها همس وتأوهات.!! في اللحظة دلفنا بابا حديدي نصفه ممدداً على الأرض.. في الداخل قبوراً امتلأت بالموتى، وأخرى فارغة تنتظر ساكنين جدد ! سؤالي يتعملق في داخلي.. تتراقص شفتاي.. ويتأملني الطفل، يتأملني بصمت قاتل، فأصمت ! يرفع لحداً لأحد القبور، فينبثق منه رائحة توت يخرج منه ضوء باهر اقتحم عيني ويقتحم القبر مستغلاً عيني المنبهرة في الضوء. أنظر حولي لا أرى سوى الظلام يبتلعني، ولأصوت غير أسناني المصطكة. يخرج من القبر معه مفاتيح تصل صل.. يسلمني إياها.. ويشدّد: (لا تضيعها ) يتركني ليعود نحو القبر بحركة آلية، يخفت الضوء تدريجياً ويطبق اللحد عليه. لم أنسى وصية أمي اذكر /أني سميت ..![/color]
التعليقات